mercredi 9 mars 2016

رسالة سابعة مفتوحة الى السيد رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران

رسالة سابعة مفتوحة الى السيد رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران

هناك فساد على مستوى صندوق الدعم للسينما المغربية

السيد رئيس الحكومة المحترم                                               

في نهاية شهر غشت سنة 2014 ، ذهب السيد نور الدين السايل ،المدير العام السابق للمركز السينمائي المغربي ، إلى حال سبيله بعدما فرض سياسته السينمائية المبنية على تدخلاته في كل شيء لفائدة أقربائه و أصدقائه و حاشيته من داخل الوطن خارجه. وطوال مدة حكمه (2003-2014) ، تحكم نور الدين السايل في اختيار رؤساء وأعضاء لجان صندوق الدعم و رؤساء و أعضاء لجان التحكيم للمهرجان الوطني للفيلم  الذين يجدون أنفسهم أمام طباخ ماهر يساعدهم على التفنن في طبخ جوائز المرجان ، حسب ذوقه و تعليماته. مرت سنة و نصف على مجيء السيد صارم الفاسي الفهري الذي فضل أن يكون فقط مديرا للمركز السينمائي المغربي ، عوض أن يكون مديرا عاما ، الشيء الذي جعل السيد صارم الفاسي الفهري يكبر في عيني. و أتمنى أن يكبر أكثر في تقديري إذا تفوق في وضع حد للتلاعب بأموال صندوق الدعم للسينما المغربية ،كما شاهدت ذلك  عبر أغلبية الأفلام الطويلة التي أنتجت بمال صندوق الدعم كفيلم جوق منتصف الليل ،الذي حصل على ستة ملايين درهم. و للتذكير فقد سبق لألبير ليفي و جيروم كوهن  أن حصلا على اربعة ملايين درهم من صندوق الدعم لإنتاج فيلمها  قنديشة.             
ومن منظوري كمخرج مغربي انتج واخرج تسعة أفلام طويلة بغلاف مالي لا يتعدى سبعة ملايين درهم,يبدو لي أن ما صرفه البير ليفي لإنتاج "جوق نصف الليل" لا يمكن أن يفوق المليونيين درهم ، إن لم يكن اقل. فأين ذهبت أربعة ملايين درهم. من هذا المنطلق يمكن لي ان أؤكد بان الفساد السينمائي يأتي قبل كل شيء على يدي السينمائيين وشركات الخدمات السينمائية                                                       .   
و اذا كان موضوع فيلم جوق منتصف الليل يدور حول لقاء بين مايكل بوطبول وهو مغربي يهودي ، وسيم و جميل الوجه والقامة ، وسائق طاكسي, مغربي مسلم  تنقصه حروف الزين و يفتقر لجمال الوجه و القامة ، ففي  فيلم أفراح صغيرة ,الجمال موجود بالجملة و الزين كائن 
بالكثرة و جمالية القفاطين و "التكشيطات" و "الرزز" النسائية حاضرة مدى 98 في المائة من مجموع مشاهد الفيلم التي صورت كلها داخل دار تطوانية لا تخلو هندستها الأندلسية من جمالية. لكن محمد الشريف الطريبق ، منتج و مخرج  أفراح صغيرة ، لم يصرف من خمسة و ثلاثين مليون درهم ، التي حصل عليها من صندوق الدعم ، سوى مليونا و مائتي الف درهم ، حسب تقديري كمنتج و مخرج لتسعة افلام طويلة. فإلى أي حساب بنكي ذهبت مليوني وثلاثة مائة الف درهم؟ من هنا يمكن لي أن أؤكد مرة اخرى بأن هناك خلل و ارتباك و فساد داخل لجن صندوق الدعم للسينما. هذا الصندوق الذى تعود منذ تأسيسه سنة 1988 على التلاعب بأموال الدولة كما حدث سنة 1991 عندما قام اول رئيس للجنة الدعم, بإعطاء نفسه مليونا و سبع مائة الف درهم لإخراج فيلمه الأول.وهذا الرئيس،الذي ظل رئيسا للجن الدعم طوال ستة سنوات متتابعة،اعطى لسيل بنبركة،المدير العام السابق للمركز السينمائي المغربي،مليونا و ثمان مائة الف درهم لتمكينه من إعادة النظر في "مونطاج" فيلمه معركة الملوك الثلاثة ، الذي انجزه بمليارين اعطيت له من طرف الدولة المغربية. فالفساد السينمائي,انطلاقا من صندوق الدعم للسينما و لجانه ، ليس وليد اليوم ، أو البارحة ، بل منذ سنة 1988,حيث زرعت بذوره السامة التي يجب القضاء عليها وذلك بتغيير معايير و قوانين صندوق الدعم و إعادة النظر في اختيار رؤساء و اعضاء لجن صندوق الدعم ، و إلا فالمهزلة السينمائية و السرقة المالية ستستمران في قتل امال المبدعين السينمائيين المغاربة كما أحسسته بمرارة و انا أشاهد فيلما بلجيكيا اهدته لجنة صندوق الدعم مليونين و خمس مائة الف درهم لتصوير مشاهد لا تفوق مدتها ستة دقائق. إنها السرقة بمعنى الكلمة. فمن يكون المسئول على هده السرقة ؟ هل كتابة صندوق الدعم التي يترأسها منذ سنة 1988 السيد عبد اللطيف العصادي ، أم الشركة المتخصصة في الخدمات السينمائية  التي تقدمت بمشروع إنتاج فيلم بلجيكي باسم مخرج من أصل مغربي. هذه الشركة التي حصلت على مليونين و خمس مائة الف درهم,لم تنفق منها لتصوير سنة دقائق إلا أربعة مائة ألف درهم, حسب تجربتي كمنتج أخرج تسعة أفلام                                     
 و للقضاء على هذا الفساد السينمائي ، الذي نراه بالواضح و الملموس عبر افلام رديئة استفاد منتجوها  و مخرجوها  من أمول طائلة ، علينا ان نناضل جميعا من أجل بناء سينما مغربية ذات بعد عالمي،مضمونا و شكلا و جمالية و قوة فنية و خيالية. ولتحقيق هذا الهدف،هذا  الحلم السينمائي ، يجب على وزارة الاتصال و المركز السينمائي المغربي أن يقنع الموظفين الذين أصبحوا يتقدمون بمشاريعهم السينمائي،أن يحترموا وظيفتهم العمومية لأن الابداع السينمائي صعب جدا،جدا،لأنه استهزاء بمهنة الاخراج السينمائي ان تعطي لجنة صندوق الدعم للسينما أربعة ملايين درهم لموظف بمسرح محمد الخامس لإخراج فيلمه الأول الطويل. فعلى هشام الجباري أن يقدم استقلته من وظيفته العمومية التى يتقاضى عنها راتبا شهريا اذا كان يريد لجوء عالم الاخراج السينمائي. كما أنني أتسائل عما فعله عبد الاله الجوهري لإقناع لجنة صندوق الدعم للسينما حتى منحته أربعة ملايين درهم لمشروع إخراج  فيلمه الأول الطويل.على هذا الأستاذ في السلك الثانوي و مخرج لبرنامج أسبوعي حول السينما ان يختار بين وظيفته لعمومية و الاخراج السينمائي.        ولعل الأربعة ملايين درهما  التي اعطتها له لجنة صندوق الدعم لإخراج فيلمه الأول الطويل,ستدفعه الى مراجعة تعامله كمنتج تلفزيوني ازاء نجاة بنسالم,هده الفتاة المراكشية التي سبق لها,سنة 2002,أن اختيرت صدفة لتمثل دورا رئيسيا في فيلم فرنسي حصلت بفضل ادائها البدائي و الهاوي في هدا الفيلم الفرنسي لمخرجه جاك ضوايو،على جائزة احسن ممثلة بمهرجان البندقية لسنة2003 كما فازت بنفس الجائزة في مهرجان مراكش الفرنسي الفرنكاوي للسينما بنفس الدور الذي يحمل اسم رجاء. هده الفتاة التي خانها حضها و زمنها ومحيطها الاجتماعي،استغل عبد الاله الجوهري حالتها كمتشردة تتجول عبر ازقة و شوارع مراكش بحثا عن قوتها اليومي ولو تطلبها الأمر ان تتقمص شخصية ملاكمة في ساحة جامع لفنا،ليبني و يفبرك فيلما وثائقيا مصطنعا و غير طبيعي حول ما تعيشه هده الفتاة من بؤس و فقر تعبر عنهما بكثير من التكرر المصطنع. ولعل الستون ألف درهم التي اعطاها عبد الاله الجوهري كأجرة لنجاة بنسالم التي أعطت له فيلما وثائقيا سيسافر به عير المهرجانات ليتجر به,لدليل على ان هذا الأستاذ للسلك الثانوي و العمل للقناة الأولى ,سيصرف الأربعة ملايين درهم لإنتاج فيلمه الطويل الأول على طريقة البير ليفي و الشريف الطريبق و هشم الجباري و المنعدم الأخلاق و الموهبة أحمد بولان و آخرون.                                               
قيل لي ان الشريط الوثائقى المفبرك الاصطناعي لعبد الاله الجواهري سحر لجنة التحكيم التي قررت ان تعطيه الجائزة التي تحمل اسمها أي  لجنة  التحكيم.                                                                 
اما لجنة الظل التي ترأستها الحاكم العام لجزيرة الشاكرباكربن فقد اسندت الجائزة الكبرى و جائزة الإخراج للفيلم البلجيكي-المغربي رجال من طين لمراد بوسيف،الدي اهانته لجنة التحكيم التابعة للمركز السينمائي المغربي بإعطائه  تنويها.                                                              
مع مودتي و تقديري الخالصين                                               
الرباط. 7 مارس 2016