mardi 2 février 2016

رسالة مفتوحة الى نبيلة منيب

رسالة مفتوحة الى نبيلة منيب

أوتوبيا يا حبيبتي و مجنونتي


" أفكر-أقول كفاكم احتقارنا و كرهنا و دس كرامتنا و ذلك بدفعنا للانحناء أمام الطغاة الذين صنعهم خوفنا و تخلفنا.", يقول هاملت لماكبث لذي  يجيبه : " أفكر-أقول عاليا و بحنجرة سئمت من عنف الصمت أننا في حاجة إلى ثورة للقطع مع الدولة الفاسدة و لقطع جذور الفساد و رؤوس الحكام الفاسدين و المفسدين , و لو تطلب الأمر إغراق الدنيا في بحر من دم أسود على أيادي ميلشيات لا لون لها سوى لون الدماء التي تنفجر بعد فصل الرؤوس عن الأجساد. ثورة تلد لنا إنسانا جديدا متحررا من الخرافات القديمة و أساطير الأولين. إنسان مبني فكره و عقله و إيمانه على قراءة جديدة للكتب السماوية. إنسان مقرآن بإيمان عقلاني يمكنه من تجديد رؤيته الدينية أمام أولئك الذين..." (1)                                     
وأنا اشاهدك و أصغي اليك في برنامج "تسعون دقيقة للاقناع", رأيت انك تقاسمي هاملت و ماكبث غضبهما و تمردهما ازاء الوضع السياسى الفاسد الذي كان قائما فتاكا في سنوات الرصاص. لكن ,عكس هاملت و ماكبث , اللذان اختار الشلل الذاتي , فضلت , انت , خوض النضال لإعادة الى اليسار رسالته النبيلة.هكذا وجدتك جميلة الذكاء و أنيقة السلوك وجذابة و مقنعة و مقبولة و محبوبة من بداية انطلاق كلامك الجميل في النطق والإلقاء الى نهايته الغنية بأفكارك الحرة و المتحررة من كل حساب سياسي او رؤية  سياسوية. فطوال واحد وتسعين دقيقة, استطعت بكل جمالية حضورك ان تطرحين و تدافعين بكل ايمان و ثقة عن أفكارك و اقتراحاتك و آمالك قي رؤية المغرب يخرج من تخلفه الاقتصادي و المدرسي ليقطع نهائيا مع عقلية القرون الوسطى التي لا تزال سائدة و راسخة , سياسيا و اقتصاديا ودينيا  داخل عقول وفي سلوك اغلبية الدين حكموا البلاد مند حصوله على استقلاله لمتحكم فيه الى الدين يحكمونه اليوم , حيث نرى ان الشعب المغربي ما زال يتخبط في جحيم الفقر بكل أنواعه و بشاعته القاتلة و الفتاكة لاسيما عندما يكون مبنيا على الجهل الديني و الثقافي.
وعلى ذكر كلمة الثقافة , لاحظت انها غابت عنك اثناء استجوابك من طرف منشط البرنامج و استنطاقك على يد مدير جريدة الأحداث المغربية , الذي لم يفلح في زعزعة اناقتك السياسة ولا مبادئك النبيلة المبنية على عقيدتك اليسارية الخالصة. كم من زعيم يساري تقدمي و ليس يساري مزيف انتهى به القدر الى رمي بمبادئه ليستسلم الى سحر المخزن و يرتمي في احضانه الساحرة.
ان أغلبية الأحزاب تتجاهل دور الثقافة في خلق و بناء مواطن واعي و متفتح العقل و الفكر و السلوك. فالتطرق للكلام عن الثقافة و دورها في انارة المجتمع و بناء مواطن مسئول له حقوقه و وجباته يبدو لي منعدم  الوجد في برامج أغلبية الأحزاب السياسية, كانت تاريخية أو من صنع لمخزن. كما انني لاحظت ان لا وجود عند رؤساء و مسير هده الأحزاب السياسة لحب الثقافة و ممارسة الثقافة و لو بالذهاب الى المسرح والسينما و هم يشترون  تذكرتهم. لسن في السويد حيث الوزراء يدهنون الى المسرح و لسينما مثلهم مثل كل مواطن عادي. فالجهل الثقافي و الفني و الجمالي يضل مستمرا بكل عجرفة و وقاحة في سيطرته على عقول أغلبية زعماء الأحزاب السياسية والنخب السياسية المستمرة في حكم المغرب الذب أصبح بالنسبة مملكة تجميد الطاقات الحية و تجديد الطاقات الميتة لفائدة المتطفلين و المرتزقة.
إن سكات زعماء الأحزاب اليسارية التقدمية بقبولها الركوب في سيارات وزارية, اضاع لنا فرصة التغيير الحفيفي. لكن هدا لا يمنعنا من الاستمرار في مقاومة الفساد و المفسدين الدين لا يريدون للمغرب أن يكبر و يصبح كبيرا , مستقلا و محررا بمفهوم الهوية الثقافية و المعنى التاريخي  و الجغرافي. 
                                     
, 30 يناير 2016     الرباط
                                                                    نبيل لحلو


    (1) مسرحية  اوفيليا لم تمت التي كتبت 1969